بسم الله الرحمن الرحيم
أهم أسباب ضعف الأيمان وعلاجها النهائى
ضعف
الإيمان مرض يعتري القلوب المؤمنة ، وهو من أخطر أمراضها ، لما ينشأ عنه
من الوقوع في المعاصي ، والتهاون في الواجبات ، وقسوة القلب ، وضيق الصدر ،
وتغير المزاج ، وعدم التأثر بقراءة القرآن ، والغفلة عن ذكر الله عز وجل
.. إلى غير
ذلك. ولا طريق للتخلص من هذا المرض إلا بالسعي في ما يقوي
الإيمان ، ويكون ذلك
بدفع الأسباب الموجبة لضعفه ، وهي:
1-
البعد عن الأجواء الإيمانية ، من حضور مجالس الذكر ، والصلاة في جماعة ،
ومجالسة الصالحين ، يقول الحسن البصري: "إخواننا عندنا أغلى من أهلينا ،
أهلونا يذكروننا الدنيا ، وإخواننا يذكروننا الآخرة".
2-
فقدان القدوة الصالحة ، لذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وووري
التراب قال الصحابة رضي الله عنهم:"فأنكرنا قلوبنا" رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح.
3-الاختلاط بأهل الفسق والفجور من أعظم الأسباب التي تورث قسوة القلب.
4-الانشغال
الشديد بأمور الدنيا ، وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه حاله ،
وعده عبداً للدنيا ، فقال: "تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار .." رواه
البخاري.
5-الانشغال بشؤون الأولاد والأهل عن طاعة الله عز وجل ، قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم)[التغابن:15]
6-طول
الأمل قال تعالى: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف
يعلمون)[الحجر:3] وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أخوف ما أخاف عليكم اتباع
الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي
الآخرة.
7-الإفراط في المباحات من أكل ، وشرب ، ونوم ، وكلام ، وخلطة ،
فكثرة الأكل تبلد الذهن ، وتثقل البدن عن طاعة الله ، وتغذي مجاري الشيطان
في الإنسان ، حتى قيل: من أكل كثيراً شرب كثيراً ، فنام كثيراً ، فخسر
أجراً كثيراً.
والإفراط في الكلام يقسي القلب ، والإفراط في مخالطة
الناس تحول بين المرء ومحاسبة نفسه والخلوة بها ، والنظر في تدبير أمرها ،
وكثرة الضحك تقضي على مادة الحياة في القلب فيموت لذلك ، قال صلى الله عليه
وسلم : "لا تكثروا الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب" رواه ابن ماجه
وصححه الشيخ الألباني.
فهذه بعض أسباب ضعف الإيمان ، وبدفعها والعمل
بضدها يقوى إيمان المسلم ، وعلى قدر اجتهاد المرء في الطاعة يقوى إيمانه ،
وعلى قدر انغماسه في المعصية يضعف إيمانه ، إذ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص
بالمعصية ، وقد ذكر ابن القيم أن افضل علاج لمثل هذه الحال هو: (أن تنقل
قلبك من الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة ، ثم تقبل به كله على معاني القرآن
واستجلائها ، وتدبرها ، وفهم ما يراد منه ، وما نزل لأجله ، واختر نصيبك من
كل آياته ، وتنزلها على داء قلبك ، فإذا نزلت هذه الآية على داء القلب برئ
القلب بإذن الله). انتهى.
ولا بد أن يصحب ذلك كله الدعاء بالثبات ، فقد
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه: " اللهم يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه أحمد.
والدعاء بأن يجدد الله إيمانك ،
فقد روى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: "إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ،
فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم".
والله أعلم.
منقول من موقع أسلام ويب
إرسال تعليق