بسم الله الرحمن الرحيم
الحاجب المنصور صاحب القاروره
الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس، دخل متطوعا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش، خاض بالجيوش الإسلامية 50 معركة انتصر فيها جميعا.
ولم تسقط ولم تهزم له راية، ووطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط، أكبر انتصاراته غزوة ليون، حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون، فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية. كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة، وبعد كل أرض يفتحها ويرفع الأذان فيها، ويجمع الغبار في قارورة وأوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب.
كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثرة ما قتل من أسيادهم وقادتهم لقد حاربهم 30 سنة مستمرة قتالاً شديداً لا يستريح أبداً، ولا يدعهم يرتاحون، كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب. وكان يدعو الله أن يموت مجاهداً لا بين غرف القصور، وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا. كان عمره حين مات 60 سنة قضى منها 30 سنة في الجهاد والفتوحات.
حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنجه، حتى
جاء القائد ألفونسو إلى قبره ونصب على قبره خيمة كبيرة، وفيها سرير من
الذهب فوق قبر الحاجب المنصور، ونام عليه معه زوجته متكئة يملأهم نشوة موت
قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب، وقال ألفونسو: "أما
تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب، وجلست على قبر أكبر قادتهم"،
فقال أحد الموجودين: "والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على
قيد الحياة، ولا استقر بنا قرار، فغضب ألفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث،
حتى مسكت زوجته ذراعه، وقالت: "صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره،
والله إن هذا ليزيده شرفاً حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل
انتصاراً له وهو ميت قبحا بما صنعنا، وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك".
إرسال تعليق